المخرج الأصلي الثالث وهو ( اللسان ) ..
الحلق
🏮 تعريف اللسان : في الأصل هو جارحة الكلام وآلته ، وهو أعظم أعضاء النطق ، ولهذا جُعِل مرادفًا للُّغة ؛ فيقال : اللسان العربي ، وشاهده قول الرب عز وجل : ( بِلِسَـانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ ) . ويشترك في اللسان معنيان رئيسيان :
1. معنى اللسان الحقيقي ، وهو الأداة التي هي عضو النطق والذوق عند الإنسان وسائر الحيوان .
2. معنى اللسان المجازي ، وهو الكلام المتعارف عليه ذو الفصاحة والبيان ، وهو الوارد في الآية الآنفة الذكر .
🏮 واعلم أرشدك الله لطاعته أن في اللسان عشرة مخارج لثمانية عشر حرفًا ،
وله أربعة مواضع : ( أقصاه ووسطه وحافتاه وطرفه ) .
1⃣2⃣ أَدْنَــاهُ غَـيْـنٌ خَـاؤُهَـا والْـقَــــــافُ أَقْصَـى اللِّسَـانِ فَـوْقُ ثُــمَّ الْـكَـافُ
1⃣3⃣ أَسْفَـلُ وَالْوَسْـطُ فَجِيـمُ الشِّـيـنُ يَـا وَالـضَّـادُ مِــنْ حَافَـتِـهِ إِذْ وَلِـيَــــــا
1⃣4⃣ لاضْرَاسَ مِـنْ أَيْـسَـرَ أَوْ يُمْنَـاهَـا وَالـــلاَّمُ أَدْنَــاهَــا لِمُنْـتَـهَـاهَـــــــــا
🏮 المخرج الفرعي الأول : ( والْـقَـافُ أَقْصَـى اللِّسَـانِ فَـوْقُ ) .. أقصى اللسان مما يلي الحلق وما فوقه مما يحاذيه من الحنك الأعلى اللحمي ، وهي المنطقة القريبة من اللهاة ، وهذا المخرج لحرف واحد هو القاف .
🏮 المخرج الفرعي الثاني : ( ثُــمَّ الْـكَـافُ أَسْفَـلُ ) .. أقصى اللسان قبل وسطه مع ما يحاذيه من الحنك الأعلى اللحمي والعظمي معًا ، مباشرة أسفل مخرج القاف متجهاً إلى الفم ، فهذا المخرج أقرب إلى الفم من مخرج القاف وأبعد من الحلق ، وهذا المخرج لحرف واحد هو الكاف .
🌷 ولولا تسفل الكاف واستعلاء القاف وما يفترقان فيه من الصفات لاشتبهت إحداهما بالأخرى .
🌷 القاف والكاف يسميها العلماء حرفان لَهَوِيَّان ؛ لخروجهما قريبًا من اللَّهاة ، نسبها الخليل في كتابه العين
🏮 المخرج الفرعي الثالث : ( وَالْوَسْـطُ فَجِيـمُ الشِّـيـنُ يَـا ) .. وسْطُ اللسان بينه وبين ما يحاذيه من وسْط الحنك الأعلى ، وهو مخرج لحروف ثلاثة هي على الترتيب : الجيم والشين والياء .
🌷 تسمى هذه الحروف الثلاثة بـ ( الحروف الشَّجْرِيَّةِ ) ، نسبةً إلى شَجْرِ الْفَمِ ؛ أي : مَفْتَحُهُ .
🌷 وقولنا ( الياء ) نريد بها الياء غير المدية، إذ الياء المدية تندرج ضمن مخرج الجوف لا مخرج اللسان
🏮 المخرج الفرعي الرابع : ( وَالـضَّـادُ مِــنْ حَافَـتِـهِ إِذْ وَلِـيَــا لاضْرَاسَ مِـنْ أَيْـسَـرَ أَوْ يُمْنَـاهَـا ) .. إحدى حافتي اللسان مع ما يحاذيهما من الأضراس ، هو مخرج خاص لحرف الضاد ، من الجانب الأيسر للأكثر ، ومن الأيمن عند الأقل ، ويصعب إخراجها من الجانبين .
🌷 معنى حافتي اللسان : جانباه وطرفاه .
🌷 مبدأ الحافَّة : مما يحاذي وسط اللسان بعد مخرج الياء ، ومنتهاها : ما يحاذي آخر الطواحن من جهة خارج الفم . قاله المرعشي في جهد المقل .
🌷 واعلم أن هذا الحرف ليس من الحروف حرفٌ يعسُرُ على اللسان غيرُه ، والنَّاس يتفاضلون في النطق به . ذكره ابن الجزري في التمهيد .
🌷 ينبغي لكل قارئ للقرآن أن يمَيِّز بين حرفي الضاد والظاء ، إذِ الاختلاف بينهما يسير ، والتمييز عسير
🌷 مما يجب الحديث عنه بعد ذكر مخرج حرف الضاد ، الحديث عن أسماء الأسنان ؛ وهي :
1. الثَّنَايَا : وهي الأربعة في مقدمة الفم ، اثنان في الفك العلويِّ واثنان في الفك السفليِّ .
2. الرَّبَاعِيَّات : وهي التي تلي الثنايا ، سن في الجانب الأيمن وسن في الجانب الأيسر لكل فك .
3. الأنياب : وهي أربعة أخرى تلي الرَّبَاعِيَّات ، ونفس الكلام كما في الرَّبَاعِيَّات .
4. * الأضراس* : وهي عشرون سنًّا ، في كل فك عشرة ، وتشمل :
- الضواحك : التي تظهر عند الضحك ، وهي واحدة في كل جانب لكل فك تلي الأنياب .
- الطواحن : التي تطحن الأكل ، وهي ثلاث في كل جانب والمجموع اثنتا عشرة سنًّا .
- النَّوَاجِذُ : التي تسمى ضرس العقل والحُلُم ، وهي واحدة في كل جانب لكل فك ، وقد لا توجد عند بعض الناس .
🏮 المخرج الفرعي الخامس : ( وَالـــلاَّمُ أَدْنَــاهَــا لِمُنْـتَـهَـاهَـا ) .. من أدنى حافتي اللسان إلى منتهى طرفه وما بينها وبين ما يليها من الحنك الأعلى مما فويق اللثة وهي اللحم المركب فيه الأسنان ، وهو مخرج لحرف واحد هو اللام .
🌷 ليس في الحروف أوسع مخرجًا منه . ذكره المرعشي في جهد المقل .
تابع مخرج اللسان
1⃣5⃣ وَالنُّونُ مِـنْ طَرْفِـهِ تَحْـتُ اجْعَـلُـوا وَالــرَّا يُدَانِـيـهِ لِظَـهْـرٍ أَدْخَـلُـوا
1⃣6⃣ وَالطَّـاءُ وَالـدَّالُ وَتَـا مِـنْـهُ وَمِـنْ عُلْيَـا الثَّنَـايَـاوالصَّفِـيْـرُ مُسْتَـكِـنْ
1⃣7⃣ مِنْهُ وَمِـنْ فَـوْقِ الثَّنَـايَـا السُّفْـلَـى وَالـظَّـاءُ وَالــذَّالُ وَثَــا لِلْعُـلْـيَـا
🏮 المخرج الفرعي السادس : ( وَالنُّونُ مِـنْ طَرْفِـهِ تَحْـتُ اجْعَـلُـو ) .. ما بين طرف اللسان وما يحاذيه من اللثة العليا فويق الثنايا العليا ، تخت مخرج اللام قليلًا ، أفاده ابن الجزري في النشر ومكي في الرعاية . وهذا المخرج لحرف واحد هو النُّون .
🌷 النُّون تأتي على ست صور :
1. النُّون الساكنة المظهرة .
2. النُّون المتحركة بأية حركة كانت .
3. النُّون المشددة .
4. النُّون المدغمة .
5. النُّون المخفاة .
6. النُّون التي في آخر التنوين .
🌷 اختلفوا في النُّون المراد بها ، والذي يظهر أنهم يريدون النُّون الساكنة المظهرة ، والنون المتحركة ، ويدخل ضمنًا النُّون المشددة وتزيد عليهما بزيادة الغنة .
🌷 إذا أدغمت النُّون في مثلها ، سواً كانت نُون ساكنة أو نُون تنوين ؛ يصير لها مخرجان :
1. مخرج فموي .
2. مخرج خيشومي ( أنفي ) .
لذا عده بعض العلماء ضمن الحروف الأنفموية ؛ أي : أنفي - فموي .
🏮 المخرج الفرعي السابع : ( وَالــرَّا يُدَانِـيـهِ لِظَـهْـرٍ أَدْخَـلُـوا ) .. نفس مخرج النُّون إلا أنه أدخل في ظهر اللسان قليلًا ، قال الداني في التحديد : والراء من طرف اللسان بينه وبين ما فويق الثنايا العليا ، غير أنه أدخل من النُّون في ظهر اللسانلانحرافه إلى اللام ، وهذا المخرج لحرف واحد هو الراء .
🌷 وما ذكرناه أن لكل من اللام والنون والراء مخرجًا مستقلًّا هو ما ذهب إليه الحذاق من علماء اللغة والتجويد ، كسيبويه وابن الجزري .
🌷 قال ابن الجزري : وهذه الثلاثة يقال لها ( الذَّلَقِيَّة ) ، نسبةً إلى موضع مخرجها وهو طرف اللسان ، إذ طرف كل شيء ذَلَقُهُ .
🏮 المخرج الفرعي الثامن : ( وَالطَّـاءُ وَالـدَّالُ وَتَـا مِـنْـهُ وَمِـنْ عُلْيَـا الثَّنَـايَـا ) .. ما بين طرف اللسان وأصول الثنايا العليا مصعدًا إلى الحنك أفاده مكي في الرعاية وسيبويه في الكتاب وابن الجزري في النشر ، وهو مخرج لحروف ثلاثة هي على الترتيب : الطاء والدال والتاء .
🌷 تسمى هذه الحروف الثلاثة بـ ( الحروف النَّطَعِيَّة ) ، نسبةً إلى نطع الغار الأعلى ؛ أي : سقفه ، وخروجها من جواره لا منه .
🌷 المراد بـ ( الثَّنايا ) في هذه المواضع ، ( الثنيتان ) ، وإنما عُبِّرَ بلفظ الجمع مع أنها اثنتان فقط ؛ لأن اللفظ به أخف مع كونه معلوماً ، ومن أجل التخفيف جُوِّزَ التعبير عن المثنى بالجمع . أفاده علي القاري في المنح الفكرية .
🏮 المخرج الفرعي التاسع : ( والصَّفِـيْـرُ مُسْتَـكِـنْ ، مِنْهُ وَمِـنْ فَـوْقِ الثَّنَـايَـا السُّفْـلَـى) .. من طرف اللسان فويق الثنايا السفلى . أفاده ابن الجزري في النشر . وهو مخرج لحروف ثلاثة هي على الترتيب : الصاد والزاي والسين .
🌷 تسمى هذه الأحرف بـالحروف ( الأَسَلِيَّة ) ، سماهن الخليل بذلك نسبةً إلى الموضع الذي يخرجن منه ، وهو أَسَلَة اللسان ، أي : مستدق طرف اللسان ، ذكره في كتابه العين .
🏮 المخرج الفرعي العاشر : ( وَالـظَّـاءُ وَالــذَّالُ وَثَــا لِلْعُـلْـيَـا ) .. من طرف اللسان بينه وأطراف الثنايا العليا ، أثبته الدانيُّ في التحديد ، وهو مخرج لحروف ثلاثة هي على الترتيب : الظاء والذال والثاء .
🌷 هذا المخرج أقرب إلى خارج الفم مما سبقه وذلك باعتبار قرب اللسان إلى الخارج .
🌷 هذه الأحرف جرت عادة المعلمين لكتاب الله عز وجل على النصح بإخراج اللسان عن النطق بها . أفاده علي القاري في المنح .
🌷 الظاء مما انفردت به العرب واختصت دون العجم ، والذال ليست في الفارسية ، والثاء ليست في الرومية والفارسية أيضًا . أثبته القسطلاني في لطائف الإشارات .
🌷 تسمى هذه الأحرف بالحروف ( الَّلثَوِيَّةِ ) ، لخروجها بجوارها على الصحيح ، ويخطئ من يثبت خروجها منها ، لأن النطق الصادق لها يُبين أنه لا علاقة لللثة بالنطق بهذه الأحرف .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق